المشاركات

العملية التربوية تحت سلطة الحرية

صورة
أبصرنا الحياة أجنّة نخطو بإتجاه الدنيا، لنُحقق أحلام والدَينا بالأبوَّة، ولنملأ شعورًا داخلهم انتقل إلينا؛ شعور الاشتياق إلى طفل نُلاعبه، وشاب ينمو أمام أعيننا، وصبية نزفها عروسًا مفتخرين بجمال ما وهبنا الله، ولنعيش شعور الشوق مجددًا من التوق لأبناء إلى التوق للأحفاد. وتحت سلطة الشوق والحب للأبناء الذي نعيشه جميعًا من المحيط إلى الخليج، ومن الشرق إلى الغرب وعلى امتداد خارطة الوجود، نتزاوج ونسعى لتحقيق تلك الرغبة "وجود الأبناء"، بعضُنا وهو مُدركٌ مسؤولية أن يُنجب ويُربي، وبعضٌ غير مُدركٍ تلك المسؤولية، وأخرُ غير كفؤٍ لها، بعضنا يُدركها و يتعلَّم أبجدياتها مع وصول أول ابن له إلى الدنيا، وربما تجاوزت الاحتمالات ما أوردتْ، لكن تبقى هذه الرغبة فطرة جُبِل عليها بنو البشر على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومجتمعاتهم وعاداتهم.  يقول الإمام علي (عليه السلام): (إنما فرَّق بينهم مبادئ طينهم، وذلك أنهم كانوا فِلقة من سَبْخ الأرض وعذبِها وحُزن تربتها وسهلها، فهم على حسب قُرب أرضهم يتقاربون، وعلى قدر اختلافهم يتفاوتون) ¹ إذًا، تختلف أبجديات التربية وقيمها وأساليبها من مجتمع لآخر، كلٌّ بحسب تاريخ

في عيد الأم .. دور الأم تحت التهديد

صورة
 . . لابد من أن قصة يوم عيد الأم قد مرت على مسامعكم قبل هذا اليوم، لكن لا بأس أن نحكي الحكاية مجددًا؛ ليس بهدف أن نردد القصة بل من أجل أن نأخذ العبرة. كان العام ١٩٠٧م هو العام الأول الذي أقيم فيه حفل بعنوان عيد الأم من قبل سيدة أمريكية اسمها (آنا جارفيس)، سعت هذه السيدة لجعل عيد الأم احتفالا سنويا عاما، وكان لها ذلك بعد أن استجاب لإلحاحها المسؤول عن ولاية فرجينيا وأصدر أوامره بإقامة أول احتفال ليوم الأم في ١٢ مايو، ولا يزال عيد الأم في أمريكا يقام في مثل هذا التاريخ. أما في بقية دول العالم فيختلف تاريخ إقامة يوم الأم من دولة إلى أخرى بما فيها الدول العربية والإسلامية؛ إذ تعود فكرة الاحتفال بعيد الأم في مصر والدول العربية إلى الصحفي المصري الراحل علي أمين في مقاله اليومي بتاريخ 6 ديسمبر 1955م، الذي قال فيه: (لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدًا قوميًّا في بلادنا وبلاد الشرق)، وسرعان ما لاقت هذه الدعوة صداها في المجتمع المصري وقد اختير تاريخ الـ٢١ من مارس وهو أول أيام فصل الربيع يومًا للأم. الأساس الذي حض السيدة الأمريكية (آنا)، والصحفي المصري أمين، ومن قبلهم

صراع في لوحة

صورة
قصة لوحة: منذ يومين وصلتني صورة للَّوحة أعلاه، مع تعليق يقول: إن طفلا هنديا قد رسمها، فصارت غلافا لتقرير حول المساواة بين الجنسين أصدرته الحكومة الهندية في العام٢٠٢٠-٢٠٢١م، وحين تتبعت قصة الصورة اتضح أن اللوحة رُسمت بتاريخ قديم نسبيا، ويعود للعام ٢٠١٦م تحديدًا. أنقل لكم الخبر بشيء من التفصيل: (إلى بلدة اسمها Thrissur في ولاية "كيرالا" الساحلية بالجنوب الغربي الهندي وبالذات إلى بيت عائلة هندية، اعتاد أحد أطفالها وهو Anujath التلميذ بالصف التاسع، أن يسمع والده Vinaylal يقول حين يشكو حاله لصديق أو لأحد الجيران، إنه يعمل ويكد ويتعب طوال النهار، بينما زوجته Sindhu لا تفعل شيئا، سوى التواجد في البيت بلا أي إنتاج. إلا أن "أنوجاث" لم يكن مقتنعا بما يقوله أبوه عن والدته؛ لأنه كان يراها تشقى وتتعب في البيت بلا معين، فهي بحسب ما تلخّص "العربية.نت" مجمل عملها: تغسل ملابس زوجها وأولادها وتنشرها على الحبال لتجف، ثم تقوم بكيّها، وتمضي بعدها لتطبخ وتعد الطعام، وتغسل أواني المطبخ وغيرها، وتكنس وتمسح الأرض، وتخرج أحيانا لتملأ الجرة بالماء من بئر قريبة، وإذا احتاجت ما ينقص ت

المرأةُ وحقوقُها

صورة
البحث في الترديد بين كونها جدليةً أو مغالطةً أو غيرَ ذلك تعقيبًا على مقال: (تؤرقني المرأة) للأستاذة إيمان الحبيشي قرأتُ قبل أيَّام مقالًا بعنوان (تؤرقني المرأة)[1] للأستاذة إيمان الحبيشي، وقد تداخلتُ في مساحة التعليقات بمداخلة تحليلية موجزة، ثُمَّ أنَّه بعد ذاك اطلعتُ على بعض الآراء حول المقال استوقفني منها رأي لفتاة أو امرأة ظهر فيه رفضُها النفسي للتفريق بين الرجل والمرأة وتَمْيِزِهِ عَنْها في بعض التشريعات الإلهية. من ذلك قولها: لماذا هذا الحق الشرعي للزوج أن يتحكَّم في حريتي، فَيَحْرُمُ عليَّ الخروج من منزل الزوجية دون إذنه ورضاه؟ لماذا يحقُّ له دون المرأة الزواج من أربع؟ لماذا لو كان للرسول (صلَّى الله عليه وآله) أن يأمر أحدًا بالسجود لغير الله تعالى لأمر المرأة أن تسجد لزوجها؟ لماذا يُكلَّف هو في الخامسة عشرة وأنا في التاسعة؟ لماذا هو يرث ضِعفي؟ وغير ذلك من الامتيازات الشرعية للرجل ممَّا لا أملك أن أمنع عقلي من التفكير فيها، بل لا أملك أقلَّ من رفضها، وإن سلَّمتُ فهذا لا يعني أكثر من استسلام ليس بيدي التمرَّد عليه أو مقاومته! انتهى ما أبدَتْهُ ممَّا يختلج في نفسها. عارضتُ قاطعًا م

تؤرقني المرأة ..!

صورة
منذ فتحتُ عينيَّ على هذه الأرض، وأنا أعيش تجاذبات حاضرنا الراهن، ولا أبالغ حين أقول ذلك؛ فحين فتحتُ عينيَّ كانت تلك التجاذبات قد بدأت بالتدحرج عبر منتديات القرى الاجتماعية الإلكترونية إلى أرض الواقع، فصرنا نتحدث عن حقوق المرأة وظلامة الرجل، عن إشكالات حول الإسلام الذي يوجب على المرأة أن تحتجب دونا عن الرجل، ويسمح للرجل أن يتزوج أكثر من امرأة في آن دونا عن المرأة، وبين تلك الإشكالات كانت أعيننا تنبهر بعالم الرجل المفتوح؛ طفلا وشابا وكهلا، ملاعب ونوادٍ، مآتم ومساجد بالإضافة للشوارع! في حين كنا نحث الخطى في الشارع مسرعات لنصل إلى مآتمنا وبيوتنا ومدرستنا فحسب! لم يكن ممكنا أن تمر الفتاة على ذات الشارع مرتين، فذلك مؤشر على (حوامتها!) وكان ذلك أمرا غير مقبول، في حين يتناثر الصبيان والشباب في الشوارع والأزقة. ورغم أن الجميع صار في وقتنا هذا، ينتشر في الشوارع، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، ولا أعتقد أن ثمة مؤشرات تُقرأ على حركة الفتيات الطبيعية، لا تزال ذات التجاذبات موجودة لكنها اتسعت أكثر وصارت تملَأُ أسماعنا أكثر، وعُقِدَتْ حولها النقاشات والمحاضرات ولا تزال، والفارق العميق بين الماضي والحاضر

نـونيـات

صورة
 فكرةٌ والأفكارُ وحدَها لا تكفي هي بحاجة إلى يدٍ وقلب لِنكنْ معًا أيديًا وقلوبًا تعمّقُ الفكرةَ تقوّمُها تعملُ عليها فتنجحها هلَّا  .. كنتم؟