صفحةٌ تكتبُ بحبٍّ
هدفُها الوعيُ
وسيلتُها الكلمةُ
تلقي بالضوء على قضايا مجتمعِنـا
أجيالِنـا
تهتمُّ بدورِ المرأة
فيه
ومعهم
لكنها ..
للرجلِ والمرأة
حتى يعيَ الجميع جمال صُنعِ الله
في دورها
منذ فتحتُ عينيَّ على هذه الأرض، وأنا أعيش تجاذبات حاضرنا الراهن، ولا أبالغ حين أقول ذلك؛ فحين فتحتُ عينيَّ كانت تلك التجاذبات قد بدأت بالتدحرج عبر منتديات القرى الاجتماعية الإلكترونية إلى أرض الواقع، فصرنا نتحدث عن حقوق المرأة وظلامة الرجل، عن إشكالات حول الإسلام الذي يوجب على المرأة أن تحتجب دونا عن الرجل، ويسمح للرجل أن يتزوج أكثر من امرأة في آن دونا عن المرأة، وبين تلك الإشكالات كانت أعيننا تنبهر بعالم الرجل المفتوح؛ طفلا وشابا وكهلا، ملاعب ونوادٍ، مآتم ومساجد بالإضافة للشوارع! في حين كنا نحث الخطى في الشارع مسرعات لنصل إلى مآتمنا وبيوتنا ومدرستنا فحسب! لم يكن ممكنا أن تمر الفتاة على ذات الشارع مرتين، فذلك مؤشر على (حوامتها!) وكان ذلك أمرا غير مقبول، في حين يتناثر الصبيان والشباب في الشوارع والأزقة. ورغم أن الجميع صار في وقتنا هذا، ينتشر في الشوارع، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، ولا أعتقد أن ثمة مؤشرات تُقرأ على حركة الفتيات الطبيعية، لا تزال ذات التجاذبات موجودة لكنها اتسعت أكثر وصارت تملَأُ أسماعنا أكثر، وعُقِدَتْ حولها النقاشات والمحاضرات ولا تزال، والفارق العميق بين الماضي والحاضر
. . لابد من أن قصة يوم عيد الأم قد مرت على مسامعكم قبل هذا اليوم، لكن لا بأس أن نحكي الحكاية مجددًا؛ ليس بهدف أن نردد القصة بل من أجل أن نأخذ العبرة. كان العام ١٩٠٧م هو العام الأول الذي أقيم فيه حفل بعنوان عيد الأم من قبل سيدة أمريكية اسمها (آنا جارفيس)، سعت هذه السيدة لجعل عيد الأم احتفالا سنويا عاما، وكان لها ذلك بعد أن استجاب لإلحاحها المسؤول عن ولاية فرجينيا وأصدر أوامره بإقامة أول احتفال ليوم الأم في ١٢ مايو، ولا يزال عيد الأم في أمريكا يقام في مثل هذا التاريخ. أما في بقية دول العالم فيختلف تاريخ إقامة يوم الأم من دولة إلى أخرى بما فيها الدول العربية والإسلامية؛ إذ تعود فكرة الاحتفال بعيد الأم في مصر والدول العربية إلى الصحفي المصري الراحل علي أمين في مقاله اليومي بتاريخ 6 ديسمبر 1955م، الذي قال فيه: (لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدًا قوميًّا في بلادنا وبلاد الشرق)، وسرعان ما لاقت هذه الدعوة صداها في المجتمع المصري وقد اختير تاريخ الـ٢١ من مارس وهو أول أيام فصل الربيع يومًا للأم. الأساس الذي حض السيدة الأمريكية (آنا)، والصحفي المصري أمين، ومن قبلهم
أبصرنا الحياة أجنّة نخطو بإتجاه الدنيا، لنُحقق أحلام والدَينا بالأبوَّة، ولنملأ شعورًا داخلهم انتقل إلينا؛ شعور الاشتياق إلى طفل نُلاعبه، وشاب ينمو أمام أعيننا، وصبية نزفها عروسًا مفتخرين بجمال ما وهبنا الله، ولنعيش شعور الشوق مجددًا من التوق لأبناء إلى التوق للأحفاد. وتحت سلطة الشوق والحب للأبناء الذي نعيشه جميعًا من المحيط إلى الخليج، ومن الشرق إلى الغرب وعلى امتداد خارطة الوجود، نتزاوج ونسعى لتحقيق تلك الرغبة "وجود الأبناء"، بعضُنا وهو مُدركٌ مسؤولية أن يُنجب ويُربي، وبعضٌ غير مُدركٍ تلك المسؤولية، وأخرُ غير كفؤٍ لها، بعضنا يُدركها و يتعلَّم أبجدياتها مع وصول أول ابن له إلى الدنيا، وربما تجاوزت الاحتمالات ما أوردتْ، لكن تبقى هذه الرغبة فطرة جُبِل عليها بنو البشر على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومجتمعاتهم وعاداتهم. يقول الإمام علي (عليه السلام): (إنما فرَّق بينهم مبادئ طينهم، وذلك أنهم كانوا فِلقة من سَبْخ الأرض وعذبِها وحُزن تربتها وسهلها، فهم على حسب قُرب أرضهم يتقاربون، وعلى قدر اختلافهم يتفاوتون) ¹ إذًا، تختلف أبجديات التربية وقيمها وأساليبها من مجتمع لآخر، كلٌّ بحسب تاريخ
تعليقات
إرسال تعليق